عنوان الفتوى كيفية معاملة تارك الصلاة
نص السؤال لي بعض الأقارب لا يصلون تهاونًا وكسلا ، وقد نصحتهم كثيرًا ولكن دون جدوى ، فهل أستمر في مواصلتهم والإحسان إليهم على أمل التأثير عليهم أم أقاطعهم وأعاملهم على أنهم كفار ، وما الحكم فيمن يصوم رمضان وهو لا يصلي ؟ وهل الأفضل أن يصوم وهو لا يصلي أو يترك الصيام ما دام لا يصلي؟
نص الإجابة لا شك أن الصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين وهي عمود الإسلام ، وأمرها في الإسلام أمر مهم ومكانتها عظيمة وقد أكد الله سبحانه وتعالى في شأنها في آيات كثيرة في كتابه الكريم ، أمر بإقامتها وأثنى على الذين يقيمونها ويحافظون عليها ، ووعدهم بجزيل الثواب وتوعد الذين يتساهلون في شأنها أو يتركونها ولا يقيمونها بأشد الوعيد ، مما يؤكد على المسلم أن يهتم بشأن الصلاة وأن يحافظ عليها ويداوم عليها ، وأن ينكر على من يتخلف عنها أو يتساهل فيها أشد النكير ، وأن يكون اهتمام المسلمين بوجه عام بالصلاة اهتمامًا بالغًا ، يتواصون بإقامتها ، ويتناصحون في شأنها ، ويأخذون على يد من يتهاون بها أو يتخلف عنها كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام والسلف الأول من صدر هذه الأمة ، أما من يترك الصلاة متعمدًا فإنه إن كان مع تركه لها جاحدًا لوجوبها ويرى أنها غير واجبة وأنها ليست بشيء فهذا كافر بإجماع المسلمين ليس له في الإسلام نصيب ، وإن كان يقر بوجوبها ويعترف بركنيتها ومكانتها في الإسلام ولكنه تركها تهاونًا وتكاسلاً فإنه يكون كافرًا أيضًا على أصح قولي العلماء ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول في الكفار: ( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ) [التوبة : 5] ، ويقول في الآية الأخرى: ( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) [التوبة : 9] ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة من تركها فقد كفر » [رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه] ، وقال عليه الصلاة والسلام: « بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة » [رواه مسلم في "صحيحه" من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما بنحوه] ، والأحاديث في هذا كثيرة جدًّا ، وما ذكرت أيها السائل من أن لك أقارب يتركون الصلاة وأنك تناصحهم فهل تستمر على ذلك وتواصلهم رجاء التأثير عليهم؟ نعم ، يجب عليك أن تناصحهم ، وأن تنكر عليهم ، وأن تواصل ذلك معهم لعل الله أن يهديهم على يدك ، وأن تكون سببًا في إنقاذهم من الكفر ومن النار ، أما إذا كانوا لا تجدي فيهم النصيحة ، ولا ينفع فيهم الوعظ والتذكير فإنه يجب عليك أن ترفع بشأنهم لولاة الأمور وأهل الحسبة ليأخذوا على أيديهم ، ولا يجوز تركهم على حالهم أبدًا إذا كان المسلم يستطيع أن ينكر عليهم ، وأن يقوم عليهم ويناصحهم ويرفع بشأنهم لولاة الأمر ، فإن لم يكن هناك من يلزمهم بالصلاة فاعتزلهم ، وابتعد عنهم ، وأبغضهم في الله ، أما الصيام مع ترك الصلاة فإنه لا يجدي ، ولا ينفع ، ولا يصح مع ترك الصلاة ، ولو عمل الإنسان مهما عمل من الأعمال الأخرى من الطاعات فإنه لا يجديه ذلك ما دام أنه لا يصلي ؛ لأن الذي لا يصلي كافر ، والكافر لا يقبل منه عمل ، فلا فائدة من الصيام مع ترك الصلاة ، والواجب عليهم أن يقيموا الصلاة ، ويقيموا أركان الإسلام كلها ؛ لأن الإسلام بني على خمسة أركان لا بد من إقامتها ، ومن آكدها بعد الشهادتين الصلاة ، وهي عمود الإسلام ، فمن ترك الصلاة فإنه لا يصح منه عمل من الأعمال الأخرى ، والله أعل